موضوع: حضرت دورة توني روبنز و.. اتخذت القرار؟! الأحد أغسطس 23, 2009 1:34 am
عرض إيمان عبد الرحمن
المقال: Altered States الكاتبave Barry المصدر: كتاب ‘Dave Barry Is Not Making This Up’ عرض : إيمان عبد الرحمن.
لماذا يكبر هذا الطفل ليصبح مجرد شخص عادي، ممل، متوسط الأداء، نكرة من الناس - بدون مؤاخذة- مثلك؛ بينما طفل آخر يكبر ليصبح ثيودور روزفلت، الأم تيريزا، دونالد ترمب، والملك أتيلا الهوني. هل هو الحظ؟ هل هي الجينات؟ هل درّس السيد والسيدة الهوني أتيلا الصغير درسًا سرّيًا وضعه على الطريق ليصبح رقم واحد؟ أو هل النجاح شيء يمكن أن يحققه أي أحد، حتى لو متأخرًا في الحياة، إذا كنا على استعداد لأن نعمل بجدية، ونستعمل خيالنا، ونتعلم من أخطائنا، ونحافظ على موقف عقلي إيجابي- وفوق ذلك كله- ندفع مالًا لحضور دورة؟
هذا ما قررت أن أكتشفه بعد أن قرأت إعلانًا يحتل صفحة كاملة في جريدة ميامي هيرالد يعلن عن دورة النجاح 1997 لبيتر لوي- وهو حدث يستمر ليوم كامل سيكشف لنا، وفقًا للإعلان- «آخر الاستراتيجيات للنجاح في العمل والحياة الخاصة» هذا عدا أنه «سيدفع بحياتك إلى آفاق جديدة»، كانت هناك شهادات من حضور الدورة الراضين، منها واحدة تقول: «سوف تحصل على حماس كامل جديد لتعمل وتعقد علاقات مع الزبائن». ضرب هذا وترًا حساسًا عندي لأنني لم أملك أبدًا أي مستوى من الحماس للعمل وعقد علاقات مع الزبائن. فعندما كنت صبيًا كان على والديَّ أن يبتاعا جميع حلوى فريق «ليتل ليج» مني لأنني كنت أكثر خجلًا من أبيعها متنقلًا من مبنى لآخر. كشخص راشد كل الاتصال الذي أقوم به هو عندما يخبرني شخص في جريدة ميامي نكتة أمسك فورًا بالهاتف وأرويها لصديقي جين وينجارتن في جريدة الواشنتون بوست، الذي يخبرني عندها أنه سمعها من قبل. لذا اعتقدت أن دورة النجاح 1997 لبيتر لوي قد تفيدني. فالإعلان يقول: «الناجحون يركزون على الفوز. الفاشلون يركزون على اجتياز الحياة. قد تستطيع أن تجتاز الحياة إذا لم تحضر دورة النجاح 1997 لبيتر لوي ولكن ألا تريد أن تكون هناك مع الناجحين؟». وهكذا وجدت نفسي أصل إلى ميامي أرينا قبل الثامنة بقليل في صباح يوم ثلاثاء في شهر مارس لأبدأ يومًا كل ما يقال ويؤدى فيه سوف يصبح تجربة تحول حقيقية إذا كنت تعرف «التحول» بأنه «يمتد امتداد الحرب الكورية ولكن في بعض الأحيان أعلى». أبرزت تذكرتي التي حصلت عليها عن طريق الاتصال برقم مجاني (حيث يجيب على اتصالك تسجيل صوتي مبتهج وصادق يقول، «إنه يوم عظيم في شركة بيتر لوي العالمية!») تراوحت أسعار التذاكر بين 59 دولارًا إلى 225 دولارًا. ابتعت مقعدًا من طائفة السعر المتوسط، الذي يكلف 99 دولارًا إضافة إلى التكاليف العشوائية التي يضيفونها دائمًا، بمبلغ 114.64 دولارًا. كانت الحلبة تمتلئ بمن سيكونون في النهاية 16000 ناجح آخر. كان هؤلاء أشخاصًا ودودين مهندمين تتراوح أعمار أغلبهم بين العشرينيات ونهاية الأربعينيات. البعض منهم ذوو مهنة حرة والبعض الآخر عاطلون عن العمل، والكثير كانوا موظفي شركات محلية أمطروا لشهور بالمواد الترويجية لهذه الدورة. كان الحاضرون يشترون القهوة ويتفرجون على منتجات النجاح المعروضة للبيع في أكشاك مختلفة. أكثر العروض كانت لإصدارات النجاح لأنتوني روبينز. إذا لم تكن تعرف من هو أنتوني روبينز اذهب إلى جهاز التلفاز الآن وشغله. أغلب الظن أنك ستشاهد إعلانًا يصور رجلاً واثقًا جدًا ذا فك بنفس شكل وحجم ولاية نيفادا بالضبط، يتحدث عن نقل حياتك إلى المستوى التالي. ذلك هو أنتوني روبينز الذي كسب ملايين الدولارات وهو يلح على الناس أن يكونوا ناجحين. حقق روبينز أعلى نجاحه في الثمانينيات أثناء صرعة المشي على النار. هل تتذكر المشي على النار؟ كانت الفكرة هي أن تدفع المال وفي المقابل تمشي على الفحم الحار والغرض من ذلك هو.... يا إلهي، لا أتذكر ما هو الغرض من ذلك. ربما زيادة حماسك لعقد اتصالات مع الآخرين. كل ما أعرف أنه لفترة كان المشي على النار ذا شعبية كبيرة جدًا وظهر في برنامج فيل دوناهو- واستغل أنتوني روبينز هذه الصرعة منذ بدايتها. الآن هو رمز النجاح. يقول إعلان دورة النجاح 1997 لبيتر لوي إن أنتوني روبينز هو «المرجع الأعلى في علم نفس الأداء الشخصي، وقد سمي أحد المؤثرين العظام على جيله. تحدى وألهم الملايين حول العالم، وكان مستشارًا للرئيس كلينتون، والعائلات المالكة، والعديد من الرياضيين المهنيين وعدد لا يحصى من منظمات فورتشن 500». يبيع روبينز عددًا كبيرًا من منتجات النجاح، أغلبها أشرطة سمعية أو أشرطة فيديو مثل «القوة اللامحدودة» و«القوة الشخصية» (الجزء الأول والثاني) و«أطلق القوة التي في داخلك» و«الجسم الذي تستحق» و«كن غنيًا في أمريكا»، في دورة النجاح 1997 لبيتر لوي تستطيع أن تحصل على اثنين من إصدارات النجاح لأنتوني روبينز بـ 299 دولارًا، ثلاثة بـ 429 دولارًا، أربعة بـ 549 دولارًا، وخمسة بـ 649 دولارًا. لأنني كنت قد صرفت 114.64 دولارًا قررت أن أقاوم إغراء إصدارات النجاح مؤقتًا. ولكنني التقطت كتيبًا مجانيًا يوزع في الدورة. كان على الغلاف صورة كبيرة لأنتوني روبينز والصفحة الأولى كانت رسالة من مكتب أنتوني روبينز تبدأ بـ«صديقي العزيز» وتقول في جزء منها: «أكنّ لك احترامًا عميقًا لأنك بحضورك اليوم أثبت بأنك فرد ملتزم بالتطور الدائم والمستمر- كان Constant and Never ending Improvement-CAN! فلنعقد التزامًا جماعيًا اليوم بأن يشارك بعضنا بعضًا في مستوى جديد من التركيز والحماس، مستوى يفوق بكثير أي شيء قمت به من قبل. من خلال مستويات طاقتنا المرحة وغير المعتادة والعاطفية لنصنع اليوم الذي يشكل تغيرًا حقيقيًا في حياتك: اليوم الذي لن تنساه سريعًا». يجب أن أوضح أنه وفقًا لملحوظة في الصفحة الثانية من الكتيب فإن «كان» CAN علامة تجارية لشركة روبينز للبحث العالمية، ولا يسمح باستعمالها بدون إذن. هذا ينطبق أيضًا على عدد من العلامات التجارية لروبينز التي تشتمل، ولكن لا تقتصر، على: مهارات القوة (علامة تجارية)، من الخوف إلى القوة: تجربة المشي على النار (علامة تجارية)، موعد مع القدر (علامة تجارية)، القوة اللامحدودة (علامة تجارية)، أنتوني روبينز وشركائه (علامة تجارية)، أنتوني روبينز (علامة تجارية) وتوني روبينز (علامة تجارية). بعد قراءة هذه البنود بدأت أشعر بالخوف من أن يتحول النجاح إلى موضوع معقد حقًا مثل الكيمياء. فكرت للحظة في أن أغادر المكان وأنضم إلى جميع الفاشلين الآخرين في العالم الخارجي وأركز فقط على اجتياز الحياة. ولكن عندها فكرت في نفسي: العديد من الرياضيين المهنيين استوعبوا هذه المفاهيم هذا عدا العائلات المالكة. فما مقدار صعوبتها؟ فذهبت إلى الداخل وجلست في مقعدي واستعددت لأدفع حياتي إلى آفاق جديدة. وهذا ماحدث.
الساعة الثامنة صباحًا الحلبة تمتلئ. مكبرات الصوت تبث لنا أغنية ديزايري لنيل دايموند. لا أعرف إذا كان الاستماع إلى هذه الأغنية عاملًا مهمًا في صناعة النجاح. إذا كان الأمر كذلك فأنا في مشكلة. بعد عدة دقائق يعلو الصوت كثيرًا وتبث أغنية أخرى. يدخل ستة أشخاص- ثلاث نساء وثلاثة رجال في زي رجال أعمال- ويعتلون ركضًا ما يشبه السلم إلى خشبة المسرح ويبدؤون بالقفز عليها ويرقصون ويصفقون مع الموسيقى بذلك النوع من الطاقة الذي يأتي في الساعة الثامنة وثلاث دقائق صباحًا.إما بفعل الحماس الصادق أو جرعات عالية من مخدر الميث. وهم يريدوننا أن نرقص ونصفق أيضًا. بدأ بعض الناس ــ وأغلبهم في المقاعد الغالية التي أمام خشبة المسرح مباشرة ــ يرقصون ويصفقون. في المقاعد التي تبلغ أسعارها 114.64 دولارًا بدأ بعض الناس في التصفيق. بينما كان البعض منا، ممن لم يستعدوا بعد للانتقال للمستوى الثاني، يرتشفون قهوتهم. بعد عدد من الدقائق تخفت الأضواء ويقفز أنتوني روبينز بشحمه ولحمه إلى خشبة المسرح. إنه ضخم جدًا- رأسه ضخم وجسمه ضخم ويداه ضخمتان وأسنانه ضخمة وصوته ضخم يرتدي بدلة سوداء وقميصًا أبيض وربطة عنق حمراء وحمالات بنطلون. يتبادر إلى ذهني أنه من الممكن أن يكون إنسانا آليًا. فقميصه لا يرتفع أبدًا وشعره لا يتحرك أبدًا حتى عندما يقفز إلى الأعلى والأسفل ويلوح بيديه، وهو ما يفعله دائمًا خاصة إذا جعلنا نؤدي «حالة الذروة». ولكنني أسابق أحداث القصة. توني يتحدث من ميكرفون موضوع على الرأس من النوع الذي يستخدمه نجوم الروك، ويقول لنا أي نوع من الجمهور يريدنا أن نكون: جمهورًا حيويًا. فهو لا يريدنا أن نجلس مثل الفاشلين البليدين. يقول توني: « سوف نصبح مثل الأطفال!» مما جعلني أخشى أن نقوم ببعض الحماقات. ولكن بدلًا من ذلك يطلب منا توني أن نستدير ونحيي جيراننا. ويجعلنا نقوم بذلك ثلاث مرات، في كل مرة نظهر طاقة وحماسًا أكثر، لذا في المرة الثالثة من المفترض أن نضم جيراننا كما لو كنا فزنا بجائزة عظمى. في البداية بدا الأمر كتمرين سخيف، ولكن عليّ أن أعترف أنه عندما انتهى لم أعد أشعر بالخجل بل فقط بأني أحمق.